السبت، 7 أغسطس 2010

لا أَنام لأحلم قالت لَه



لا أَنام لأحلم قالت لَه

بل أَنام لأنساكَ. ما أطيب النوم وحدي

بلا صَخَب في الحرير، اَبتعدْ لأراكَ

وحيدا هناك، تفكٌر بي حين أَنساكَ


لا شيء يوجعني في غيابكَ

لا الليل يخمش صدري ولاشفتاكَ...

أنام علي جسدي كاملا كاملا

لا شريك له،

لا يداك تشقَّان ثوبي، ولا قدماكَ

تَدقَّان قلبي كبنْدقَة عندما تغلق الباب

لاشيء ينقصني في غيابك:

نهدايَ لي. سرَّتي. نَمَشي. شامتي،


ويدايَ وساقايَ لي. كلّ ما فيَّ لي

ولك الصّوَر المشتهاة، فخذْها

لتؤنس منفاكَ، واَرفع رؤاك كَنَخْب

أخير. وقل إن أَردت: هَواكِ هلاك.

وأَمَّا أَنا، فسأصْغي إلي جسدي

بهدوء الطبيبة: لاشيء، لاشيء


يوجِعني في الغياب سوي عزْلَةِ الكون


محمود درويش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق