فيولا -
قلت لك..
علينا أن نحيا بقوة وليس لأننا خلقنا فقط..
حسناً... لقد كذبت
فقط بانتظار أن نموت . نحن نحيا..!
قلت لك..
لسنا مثلهم..نحن نملك حياتنا..وهم يعيشون لأنهم هنا بمحض الصدفة..
كذبت..
من لايملك الجرأة كي يقرر موته..لن يمتلك الحياة..
عندما قلت لك أننا نستطيع أن نختلق سعادتنا..نشوتنا البسيطة..على الرغم من أنف الظروف..وأننا نستمد القوة من بؤسنا..
كذبت...
السعادة هي اللحظة اليتيمة التي ننسى فيها مدى تعاستنا ككائنات.
في ذلك اليوم العادي..الذي لم يكن ماطراً..ولا غائماً..لم يكن مشمساً..ولا خريفياً..حتى أنه لايكاد يحتسب من السنة لفرط اعتياده..
قلت لك الحب ليس حالة ضرورية..وأنه لايتعدى كونه جانباً صغيرة من الجوانب الكثيرة للحياة..
حسناً....كذبت..
الحب...لعنة ضرورية..!
أنني هرعت اليك تلك الليلة..فقط لأقول لك أنني وجدت روحاً جميلة..
كذبت..
ما من روح جميلة ..لم تصعد للسماء..
وإذ حدثتك لسنوات عن قدرة أجسادنا..عن قوتها وجمالها..عن دقتها..عن إتقانها..
كذبت..
كيف لأجساد جميلة كهذه..أن تكون آلة للإفرازات..!
وعندما قلت لك أنني في النهاية لا أستطيع إلا أن أحبهم..
كذبت..
إذ أغضب.. لا أنفك أتخيل رؤوسهم تضرب بالحائط..لتخرج منها كل تلك الاشياء..
أعلم أنك ستقول أنني تجاوزت حدود الكتابة والأدب..وأن هذا ليس سوى هذيان محموم..وصراخ يخدش سمع الليل..
لكنني أصرخ..لأني ماعدت قادراً على سماع نفسي..
أعلم أيضاً أنك تقرأ وتهز رأسك ..لتعلن استياءك عن انحدار اسلوبي اللغوي..والفني..إلا أنني أثق – وعلى الرغم من حقيقة كونك بشرياً -.
أثق أنك تتمتع بالحدس, الحدس الذي يمتلكه أي حيوان جميل..
وبحدسك هذا ستعلم أن ما قلتُه ليس سوى ارتداد... لارتطام رأسي بالحقيقة.
كل تلك الأكاذيب...إلا أنني لست كاذباً..
صادقٌ أنا حدّ البذاءة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق